فراشات كربلاء

أيتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
توجهي صوب كربلاء لترقصي جزعاً على أنوار تلك الأشلاء
قد يُحرقكِ نور رأسٍ رفع مناراً صوب أهات السماء
أو تجذبكِ كفوفٌ قطيعه و هامةٌ تجود بالدماء
و ربما تحتار مدامعكِ أمام جسد شبيه خاتم الأنبياء

أيتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
أرجوكِ أسعدي قلب الحسن
و زفي إلى الجنان عريسهم المغسل بدم الشهداء
و في سيركِ ضللي على سبايا الأولياء
و ترفقي بفخر المخدرات زينب
كفكفي مدامع رقيه
واسي سكينه
و أمسحي يتم حميده
عزي الرباب فقد رضيعها
باركي لرمله عرس شهيدها
و أرتوي من مدامع ليلى بعد فقد شبابها

أيتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
لا ترقصي على أوجاع زينب فلقد سجد الصبر خشوعاً من صبرها
لا تذعري من شهقات زينب عند ضرب متونها
و لا تعجبي من شيب رأسها
ساعديه ... ألطمي بأجنحتكِ حتى الموت
فالشمر فوق صدر خليصها
يقطع رأس الحسين و يلتذ بتعذيبها
أين كافلها ؟
غاب مع النجوم قبل أوان أفولها
ألم يعاين يد اللعين حين أمتدت لضربها؟
أنهض من سبات الموت و أرحم عبرتها
ألم تسمع أنين أستغاثتها ؟
رُدها لمدينة جدها
كيف تسبى عقيلة حيدر حاسره تتستر بجود كفوفها ؟
أين ليوثها تطلب بثاراتها ؟
قيدوا زين العابدين
و سبوا أشرف ،سائها
يتموا من يستحي اليتم منهم بعد فقد كفيلها
هكذا كرمتهم كربلاء ؟
كانوا أغلى فتوحاتها
في معركةٍ كان دم الحسين أهم نتائج أنتصاراتها
عجباً من أسراها و قرابينها

ايتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
تيهي إلى ملكوت السماوات
و بشري سكانها بإسراءٍ و معراج
في يومٍ كان مقداره كاخمسين ألف سنه
أصغي جيداً
إلى نوح تلك الأم الثاكله
تبكي فقد حبيبها
قتلوك و ما عرفوك يا ولدي
قتلوك و ما رحموك ياولدي
عطشان يا ولدي
غريب ياولدي
سليب ياولدي
و انحني إجلالاً لخاتم الأنبياء و الرسلِ
و في مأتم الأحزان لسيد الأوصياء تواضعي

أيتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
سيغشاكِ نورٌ إلهي فلا تحترقي من بهاء عظمته
سيحتظن المسموم أخيه الشهيد
بدوع العصمه سيشكي
قتلوك و ما عرفوك يابن أمي و أبي
و مظلوماه
سيشكي من منحرهِ
أماه
بالأعوجيه كسروا أضلعكِ
أماه
بالسهم المثلث أخترقوا صدركِ
أماه
على يدي أجهضوا طفلكِ
أماه
الضالمين أحرقوا بيتكِ
أماه
قيدوا علي السجاد
أماه
لطموا زينب
أماه
سلبوها أرثكِ
أماه
زينب تخطب فيهم بلسان حالكِ
أماه
أنظري رأس نبي الله يحيى في مجلس الدعي
أماه
لكن
قطعوا كفوف العباس فانكسر ظهري
أماه
قتلوا شبيه النبي
أماه
للموت زففت عريسي
أماه
ماتت رقيه محتضنه رأسي

أيتها الفراشات الباحثه عن النور الإلهي
هل عاد جواده باكياً :
الظليمة الظليمه من أمةٍ قتلت ابن بنت نبيها
هل رضّت الأعوجيه جسد ابن وصيها؟
هل سلبوه ؟
هل بتر اللعين خنصره و فاز بالخاتم؟
أدركي الهاشميات و عن خيامهم نيران أحقاد الطغاة أطفئي
أدركي زينب
فهي بالروح زين العباد تفتدي
و سكينه التي
هرولت مرعوبةً بأبيها تحتمي

» ماهية ثورة كربلاء